الحمد الله الحکيم الرزاق، العليم الوهاب، الذي خلق الزوجين الذکر والأنثى، کي تتحقق بهما عمارة الأرض، التي هي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية. فوهب من يشاء الذکران ومن يشاء الإناث. فإذا کان الناس في غابر العصور يعتنون بجنس المولود المنتظر لکل أسرة کان لهم اتجاهات متباينة تجاه الذکر والأنثى فإننا اليوم أمام نوع جديد من العناية والاهتمام بجنس المولود المنتظر وأمام تقنيات لم تقف بالناس عند "الدعاء بالمولود مطلقاً أو الذکر على وجه الخصوص أو الأنثى" بل تعدى الأمر هذه المرحلة إلى مرحلة التدخل لزرع بذرة تنجب ذکراً بإذن الله أو تنجب أنثى وبنسبة نجاح عالية بإذن الله وتقديره. ومن هنا برزت إلى الساحة نازلة "اختيار وتحديد جنس الجنين" وهيئ من النوازل الطبية المعاصرة. حيث هرع الناس إلى مراکز الإخصاب الصناعي رغبة بالإنجاب وبجنس محدد حسب رغبة الوالدين. ولأن من خصائص الشريعة الإسلامية أنها ملائمة لکل زمان ومکان ومواکبة للمستجدات واحتوائها من خلال مصادر التشريع وقواعده، فعلية کان لزاماً على الفقهاء النضر في هذه النازلة ودراستها من الناحية العلمية والفقهية.
)
مشاهدة على SCiNiTO