الإمالة و أهميتها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

وزارة التعليم العالي, جامعة تبوک

المستخلص

موضوع الإمالة والفتح استأثر باهتمام اللغويين والقراء على السواء لدقة مباحثه وسعة ميدانه، لهذا تعددت فيه المؤلفات فألف فيه مکي کما تقدم ”کتاب الإمالة” وأبو عمرو الداني کتاب ”الموضح في الفتح والإمالة” وکتاب الفتح والإمالة لأبي عمرو بن العلاء”، وابن القاصح ”کتاب قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين ”وسواهم من الأئمة.
ولعلنا إذا عدنا إلى مؤلفات الأئمة التي تعرضت للإمالة لا نعدم فيها تحذيرًا للقارئ من الإمعان فيها إمعانا يتجاوز بها القدر المرسوم لها سواء کانت إمالة صغرى أم کبرى، ولکن تقويم الأخذ بها في ضوء الواقع العملي لم يکن يومئذ يطرح إشکالا لتوافر الحذق بهذه العلوم الأدائية في العصور الأولى واتساع الرحلة في هذا الشأن إلى أهل الحذق به والرسوخ فيه، فکانت المشافهة به متأتية على الوجوه المرضية التي تلقاها الخلف عن السلف.
ثم تطاولت الأزمان فبدأت هذه العلوم في التراجع، وهکذا لا تطل علينا المائة العاشرة حتى نجد الميزان يضطرب وتميل الکفة ميلا يکاد يکون کليا إلى التطفيف والخسران المبين.
وکانت قضية الإمالة إحدى هذه الهنات التي برزت بروزًا واضحًا في التلاوة المغربية وخاصة في الجنوب المغربي في بلاد سوس وفي جهات أخرى من المغرب فتفاقم الأمر بها وازداد سوءًا بالرغم مما بذل في مقاومتها ووقفها من جهود.
وسوف أحاول في بحثي هذا أن أتناول موضوع الإمالة ، بما يبين عللها وأسبابها ، ووجوهها، وفائدتها ، ومن يميل من أهل القراءات ، وما أميل من القرآن الکريم ، والله الموفق والمستعان