واقع وعي المعلمين وطلاب جامعة الملک سعود بحقوق الملکية الفکرية المتعلقة بحماية البرامج الحاسوبية

هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع وعي المعلمين وطلاب جامعة الملک سعود بحقوق الملکية الفکرية المتعلقة بحماية البرامج الحاسوبية. هذا وقد أظهرت نتائج الدراسة إنتشار ظاهرة قرصنة البرمجيات الحاسوبية وحصول انتهاکات کثيرة لحقوق الملکية الفکرية في السعودية، فعينة الدراسةترى أن شراء نسخ غير أصلية من البرامج الحاسوبية يوفرالمعرفة لطلابها بسعر أرخص وتعده خدمةً ثقافية جليلة، تُخلِّصها من جشع المنتجين الأصليين وفرضهم السعر الأعلى.  کما أن منعالتعسف في استعمال الحق، وکسر احتکار المعرفة هما الذريعتان اللتان تتشبث بها عينة الدراسة (المعلمون والطلاب) في مواجهة حماية الملکية الفکرية للبرمجيات الحاسوبية. هذه الحماية من وجهة نظرهم تطلق أيدي منتجي البرامج الحاسوبية في تحديد سعرها للمستهلک
هذا ويرى المعلمون والطلاب أن القضاء على ظاهرة قرصنة برمجيات الحاسوب ونسخها وتقليدها لا يکون بتطبيق الاتفاقيات وتشريع القوانين وحده، وإنما بطرح هذه البرمجيات بأسعار معقولة من جانب الشرکات،  بحيث يکون هناک قدر من المرونة والنسبة والتناسب بين إمکانيات ومستوى المعيشة والأسعار، وألا تقف القوانين في سبيل الحصول على المعرفة والعلم، خاصة وأن مواقع البرامج المجانية على الإنترنت تجعل تحقيق الحماية الکاملة حلمًا بعيد المنال.
     وأخيرا، توصلت الدراسة إلى أنه رغم الجهود المبذولة تجاه حماية الملکية الفکرية فيما يتعلق بالبرمجيات الحاسوبية في السعودية، إلا أن الطريق لا يزال طويلا أمام التغيير، إذ إن الأمر لا يقتصر على فرض قوانين هنا وهناک، بل ينطوي في حقيقة الأمر على بعد أعمق، يتعلق بثقافة مجتمع لا يزال أفراده لا يجدون غضاضة في التعاطي مع برمجيات مقرصنة دونما أي مراعاة لمخاطر الاعتداء على حقوق الملکية الفکرية. إذن فالسبب الرئيسي لظاهرة قرصنة البرمجيات الحاسوبية وکثرة انتهاکات حقوق الملکية الفکرية التي نراها على أرض الواقع في السعودية يعزى إلى  أن نسبة کبيرة من شريحة الطلاب والمعلمين وفئات المجتمع کافة قد لا تعي أساسيات أنظمة حقوق الملکية الفکرية، بالإضافة إلى غياب القيم الأخلاقية، وضعف الوازع الديني، وعدم إستقرار احترام حقوق الملکية الفکرية في ضمير المواطن السعودي.
کما توصلت الدراسة إلى عدد من التوصيات من أهمها ما يلي:

التوعية المستمرة بأهمية حفظ وحماية حقوق الملکية الفکرية.
العمل على إيقاظ الوازع الديني والأخلاقي لدى مستخدمي البرامج المقرصنة، وکذلک  لدى موفري تلک البرامج في المحلات التجارية.
تربية الطلاب على احترام حقوق الملکية الفکرية وإدخالها في المناهج الدراسية.
تعريف کافة شرائح المجتمع السعودي بقوانين حماية حقوق الملکية الفکرية، والاتفاقات الدولية والتشريعات المتعلقة بها، وعقوبات انتهاکاتها.