دراسة مقارنة لنقل بعض سياسات تکوين المعلم من الدول الأوروبية إلى الدول العربية فى إطار برنامج "الحراک عبر الأوروبى للدراسات الجامعية- تمبس

    أدت العولمة إلى حدوث تغييرات فى سياق التعليم العالى، وتنامى العلاقات بين دول العالم المختلفة مع تلاشى الحدود القومية، وبدأت فکرة تدويل التعليم العالى تکافئ العولمة. وأکد ألباخ وآخرون أن العولمة تمثل حقيقة تؤثر على التعليم العالى، وقد تشکلت العولمة نتيجة اقتصاد عالمى مندمج، وتکنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبروز شبکات المعرفة الدولية وغيرها من القوى التى تؤثر على المؤسسات الأکاديمية. وبالتالى فالتدويل هو مجموعة من السياسات والبرامج المتنوعة التى تطبقها الجامعات والحکومات استجابة للعولمة. وفى سياق العولمة، ظهرت مداخل عدة للتدويل منها مدخل النشاط الذى يرکز على نوع النشاط، والمدخل العقلانى الذى يرکز على الغرض والمخرجات المتوقعة، ومدخل القدرة أو الکفاية الذى يرکز على تطوير مهارات واتجاهات ومعارف الطلاب، ومدخل العملية الذى يدمج البعد الدولى فى الوظائف الأساسية للمؤسسة.
     ويفسر هذا التوجه الوضع فى أوروبا من خلال الاستراتيجيات القومية والمؤسسية التى تشجع الحراک، وتبادل الخبرات، والمشارکة فى البرامج الأوروبية، وهو ما أکده مؤتمر وزراء التعليم العالى الأوروربيون والخاص بعملية بولونيا بأن هناک توجه قوى للتأکيد على الحراک، فمن المتوقع عام 2020 أن يتجه 20% من خريجى المنطقة الأوروبية للتعليم العالى للدراسة أو التدريب بالخارج.( Hans de Wit, 2010, p.10)