يرى الباحث أن صوغ شخصية البطل في رواية (البلط ملحمة بورسعيد) شائک ومراوغ ومُشِع، ويمثل محنة کتابية حقيقية؛ إذ إن شخصية البطل تحديدا (وهي في الرواية المذکورة: غريب نظير مجلع، وامتداده نوار السلسبيل) يتصارع فيها (بالقوة نفسها، والعنفوان ذاته) عنصران عميقان، يسيران جنبا إلى جنب، طيلة السرد الروائي، وهما: 1- العنصر المقدس الافتراضي لا الواقعي، الذي يسمو به الکاتب عن البشرية الخالصة، مخالطا إياه بعلاقات الإنسان الأول بالبطل الإله.
العنصر الإنساني الواقعي لا المفترض، الذي يهبط به الکاتب إلى البشرية الخالصة، بکل ما فيها من هوجاء وتدفق ونقص وعوار... وربما جمال خاص