يقوم البحث على التفسير الموضوعي ؛ إذ يعرض لأحد موضوعات القرآن الکريم ، و هو الآيات في القرآن الکريم . يقوم البحث على مقدمة و تمهيد و أربعة مباحث و خاتمة . أما المقدمة ، فاشتملتْ على تعريف موجز بالتفسير الموضوعي ، و أهمية الموضوع الذي اخترناه ، و أسباب الاتجاه لهذه الدراسة ، و المنهج الذي سار البحث وفقه .
أما التمهيد ، فعرض لدلالات الآيات في اللغة و الاصطلاح توطئةً لتفسيرها في القرآن الکريم .
و في المبحث الأول عرضت الباحثة لأول دلالات الآيات في القرآن ، و التي تشير إلى آيات القرآن الکريم نفسه و غيره من الوحي السماوي الذي نزل على الرسل السابقين – عليهم السلام – من خلال الآيات القرآنية التي أشارت إلى ذلک أو بينته . و خلال البحث عرضنا لما ارتبط بآيات القرآن الکريم من نسخ و فقه و تشريع ، مما يؤکد على معنى التبيين و التفقه فيها ، الأمر الذي أهلها ؛ لتحمل معنى الآية الذي بيناه في التمهيد .
و في المبحث الثاني ، عرضت الباحثة للدلالة الثانية للآيات في القرآن الکريم ، و هي معجزات الرسل التي أيدهم الله بها بناءً على طلبهم – عليهم السلام – أو بدونه ، و تبين من خلال ذلک ، کيف کانت هذه الآية جماعةً مستقلة بذاتها في الدلالة على إعجاز الله لأقوام الرسل ، کلٌّ في وقته ، و کيف تنضوي مع سابقتها في التأکيد على الآيات التي أمد الله I بها الخلق ؛ لتيسير الوصول إلى معرفة الله U .
و في المبحث الثالث ، الوسيلة الثالثة لمعرفة الله ، و هي آيات قدرته في الخلق في الکون والإنسان ، و بينا کيف کانت الآيات في هذا المبحث مع کثيرات غيرها في القرآن الکريم البذرة الأولى التي غرست في قلب المسلم ، فأنبتت فيه حب العلم و البحث العلمي ، و أثمرت في المجتمع کله تقدمًا علميًّا شهد به الأعداء قبل غيرهم ، کما کانت الوسيلة للوصول إلى نوعٍ من الإعجاز في القرآن ، و هو الإعجاز العلمي ، يضاف إلى ما عرض له العلماء قديمًا من أنواع الإعجاز في القرآن الکريم .
و إذا کانت المباحث الثلاثة الأولى تتحدث عن الآيات التي تعرف الخلق بخالقهم ، فإن المبحث الرابع يعرض لآياتٍ تترتب على موقف البشر من الأنواع الثلاثة السابقة ، فمن آمن بها أنجاه الله وجعل نجاته آية، و من کفر بها وجحدها أهلکه الله و استأصله ، و جعل ذلک آية للبشر و عبرةً أيضًا .
و في الخاتمة ، ختمنا الحديث بأهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة . و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .